الأحد، 4 أبريل 2010

الرد على شبهة : لا داخل العالم ولا خارجه




بسم الله

الرد على شبهة : لا داخل العالم ولا خارجه
----

يقول الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس حفظه الله ورعاه في رسالته نقض قول الفلاسفة في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه /

الشبهة الخامسة عشر


قول صاحب حسن المحاججة – ما حاصله – ( إن الداخل والخارج ليسا من النقيضين حتى لا يجوز رفعهما بل هما من المتضادين كالحجر والشجر , المتضادان يجوز فضهما فيجوز لنا أن نقول : إن الله لا داخل العالم ولا خارجه , فنفى الدخول والخروج عن الله تعالى , كما يجوز أن نقول : الإنسان لا حجر ولا شجر , لجوزا رفع المتضادين لأنه نقيض الداخل هو اللاداخل , وليس نقيض الداخل هو الخارج , وكذا نقيض الخارج هو اللاخارج , وليس نقيض الخارج هو الداخل .
لأن الشرط في النقيضين أن يكون أحدهما وجودياً والآخر عدمياً , نحو الإنسان واللا إنسان وأما إذا كانا وجوديين نحو الحجر والشجر فهما متضادان وليسا نقيضين ) هذا هو تقرير هذه الشبهة بعبارة واضحة وإن كان سعيد فودة لم يستطع التعبير الجيد عنها. 

الجواب: أن نقول إن هذه الشبهة باطلة من أصلها وذلك من وجهين: 
الوجه الأول – وهو - جواب إنكاري : وهو أننا لا نسلم أن المتناقضين هما المتباينان , اللذان يكون أحدهما وجوداً والآخر عدمياً فإن هذا مجرد اصطلاحكم الباطل , لا نوافقكم على هذا لأنه مخالف للواقع بل المتناقضان هما المتخالفان اللذان لا يجوز اجتماعهما ولا رفعهما عند العقول السليمة سواء  كانا وجوديين أم يكون أحدهما وجودياً والآخر سلبياً .
بشرط أن لا يمكن جمعهما في محل ولا نفيهما عن محل بل لا بد من إثبات أحدهما وقاعدة ذلك أنه إذا لم يكن بينهما واسطة فحينئذ لا يجوز رفعهما ولا جمعهما نحو الزوج والفرد.
فهما من قبيل المتناقضين لا يجوز رفعهما ولا جمعهما , لعدم الواسطة بينهما فالعدد إما زوج وإما فرد , فلا بد من أحدهما فلا يمكن أن يكون هذا العدد زوجاً وفرداً معاً لأن هذا جمع للنقيضين , وكما أنه لا يمكن أن تقول هذا العدد لا زوج ولا فرد .
لأن هذا رفع للنقيضين , وهكذا للحياة والموت لا واسطة بينهما فالشيء إما أن يكون حياً وإما أن يكون ميتاً حتى الجمادات وهكذا الدخول والخروج.فانه لا واسطة بينهما فهما من المتناقضين لا يجوز جمعهما ولا نفيهما.
فلا نقول - زيد خارج عن هذا البيت وداخل فيه, لأن هذا جمع للمتناقضين كما أنك لا يمكن لك أن تقول : زيد لا خارج عن هذا البيت ولا داخل فيه لأن هذا جمع للنقيضين .
فالنقيضان على هذا الاصطلاح أعم منها على اصطلاحكم أيها المعطلة تبعاً للمتفلسفة المشائية اتباع أرسطو تتذرعوا باصطلاحكم هذا إلى جواز سلب النقيضين عن خالق الكون([1]) ؟! .
الحاصل: أنه قد تحقق أن النقيضين قد يكونان كلاهما وجوديين إذا لم يكن بينهما واسطة كالدخول والخروج, فالداخل نقيض الخارج وكذا العكس, لعدم الواسطة بينهما.
فالشيء إما داخل وإما خارج, فإذا كان داخلاً فلا يمكن أن يكون خارجاً معاً دفعة واحدة, وإذا كان خارجاً فلا يمكن أن يكون داخلاً في آن واحد في جهة واحدة. انتهى المقصود.












InsideOutWorld


InsideOutWorld


InsideOutWorld


InsideOutWorld


InsideOutWorld


من الإلزامات القوية للأشاعرة في مسألة العلو 
عبد الله الخليفي
المشاركة رقم 33
للمزيد يرجع الى رسالة الدفاع عن حديث الجارية للكاتب نفسه
http://www.saaid.net/book/10/3502.doc








أن تقول له
هناك أدلة عقلية على علو الله عز وجل على خلقه
فإن قال ماهي ؟
فقل : الموجودات إما أن تكون متحايثة ( أي متداخلة ) أو متباينة ( أي مفترقة )

وقد ثبت عندنا وعندكم أن الله عز وجل غير محايث للمخلوقات بأدلة نقلية وعقلية قد أقمناها سوياً على الجهمية

لن يجد الأشعري جواباً على هذا سوى أن يقول هذا قياس للشاهد على الغائب وحقيقة رب العالمين مختلفة عن خلقه

وهنا يأتي الإلزام فستقول له جميع شبهاتكم العقلية على علو الله من باب قياس الشاهد على الغائب
كقولكم : يلزم من علوه أن يكون محتاجاً إلى العرش
أو أن يكون في حيز
وغيرها من الشبهات المبنية على قياس الشاهد على الغائب
والأشعري هنا يقر ببطلانه ونحن نجيبه بجوابه

وعليه فلا يقول لهم دليلٌ عقلي على نفي العلو وبالتالي لا حاجة لتأويل النصوص او تفويضها
__________________

نقض قول من تبع الفلاسفة في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه - الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس

نقض قول من تبع الفلاسفة

في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه
تأليف

الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس

طبعة دار الصميعي الرياض

الطبعة الاولى 1416 هـ

رابط التحميل :

http://www.archive.org/download/na9d-9awl/na9d-9awl.pdf


أو من مكتبة الرد على الاشاعرة


جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

عبد الباسط بن يوسف الغريب



إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله هو العلي الأعلى على عرشه استوى , وأهل السنة يثبتون هذه الصفة لله تعالى بالسمع والنظر ؛أما السمع ففي الكتاب والسنة أكثر من ألف دليل على علو الله تعالى كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ وأما النظر فمن أدلة أهل السنة على علو الله كما ذكر الإمام أحمد رحمه الله في مناظرته للجهمية :

قال : إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه.

وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء .
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة .
الرد على الزنادقة والجهمية (40)
فكان من أدلة أهل السنة على ذلك بأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ؛ وهذا مما اتفق عليه العقلاء .
فإذا قيل هو داخل العالم أو خارجه لا بد من إثبات أحدهما فهما نقيضان ولا يصح أن يخلو عن واحد منهما. 

جواب الأشاعرة على هذا الدليل النظري ورد أهل السنة عليهم


فأجاب المتكلمون كالأشاعرة على قول أهل السنة " النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان" أن ذلك إنما يكون بالنسبة إلى ما هو قابل للاتصاف بالشيء أو بنقيضه فهو الذي يجب في حقه الاتصاف بأحدهما ويستحيل خلوه عنهما فلا يصح أن يقال مثلا أن هذين الجسمين ليسا متصلين ولا منفصلين لأن الجسم قابل للاتصال والانفصال فلا بد من أحدهما ولكن الرب سبحانه ليس من شأنه لأن يتصف بالدخول ولا بنقيضه فيجوز حينئذ نفيهما عنه معا ولا يترتب على ذلك محال. 
شرح القصيدة النونية (1|191) لهراس
قال الغزالي : فإن قيل فنفي الجهة يؤدي إلى المحال، وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به، ولا منفصلاً عنه، وذلك محال، قلنا: مسلم أن كل موجود يقبل الاتصال فوجوده لا متصلاً ولا منفصلاً محال، وإن كان موجود يقبل الاختصاص بالجهة فوجوده مع خلو الجهات الست عنه محال، فإما موجود لا يقبل الاتصال، ولا الاختصاص بالجهة فخلو عن طرفي النقيض غير محال، وهو كقول القائل يستحيل موجود لا يكون عاجزاً ولا قادراً ولا عالماً ولا جاهلاً فإن أحد المتضادين لا يخلو الشيء عنه، فيقال له إن كان ذلك الشيء قابلاً للمتضادين فيستحيل خلوه عنهما وأما الجماد الذي لا يقبل واحداً منهما لأنه فقد شرطهما وهو الحياة، فخلوه عنهما ليس بمحال. فكذلك شرط الاتصال والاختصاص بالجهات التحيز والقيام بالمتحيز. فإذا فقد هذا لم يستحل الخلق عن متضادته فرجع النظر إذاً إلى أن موجوداً ليس بمتحيز، ولا هو في متحيز، بل هو فاقد شرط الاتصال، والاختصاص هل هو محال أم لا ؟ فإن زعم الخصم أن ذلك محال وجوده فقد دللنا عليه بأنه مهما بان، أن كل متحيز حادث وأن كل حادث يفتقر إلى فاعل ليس بحادث فقد لزم بالضرورة من هاتين المقدمتين ثبوت موجود ليس بمتحيز. أما الأصلان فقد أتبتناهما وأما الدعوى اللازمة منهما فلا سبيل إلى جحدها مع الإقرار بالأصلين. الاقتصاد في الاعتقاد (15)  

جواب أهل السنة على ذلك

فأجاب أهل السنة على قول الأشاعرة بأن التفرقة بين القابل وغير القابل دعوى مجردة عن الدليل ومبنية على اصطلاح الفلاسفة الذين يزعمون أن التقابل إن كان بين الوجود والعدم كأن يقال الشيء إما موجود أو معدوم استلزم هذا التقابل الحكم عليه بأحدهما وأما إن كان تقابلا بين الملكة وعدمها كما في التقابل بين الحياة والموت والعلم والجهل والبصر والعمى إلخ فإن هذا التقابل لا يستلزم الاتصاف بأحدهما أي بالملكة أو بعدمها إلا فيما هو قابل للاتصاف بهما فلا يوصف بالموت مثلا إلا من شأنه أن يكون حيا ولا يوصف بالجهل إلا ما هو قابل للعلم ولا يوصف بالعمى إلا ما كان ذا بصر وهكذا.

قال أهل السنة : وهذا اصطلاح فاسد مخالف لما هو معروف عند أهل اللغات جميعا من جواز نفي الشيء عما هو له قابل وعن غيره .
وهذا لازم لكم أيضا فأنتم تنفون عنه الظلم سبحانه مع أنه غير قابل له عندكم لأن الظلم في حقه محال ممتنع .
وكذلك تنفون عنه السنة والنوم مع أنه غير قابل للاتصاف بشيء من ذلك لاستحالته عليه وتنفون عنه الطعم أيضا وقد نفاه سبحانه عن نفسه في قوله { وهو يطعم ولا يطعم } مع أن الطعم ليس مما يقبل الاتصاف به وتنفون عنه كذلك الزوجة والولد وهما محلان عليه ممتنعان .
قال أهل السنة :ومما يدل على أن الشيء قد يقع وصفا لغير ما هو قابل له أن الله قد وصف الجماد في كتابه بالموت والصمم والعمى ونفى عنه الشعور والنطق والقدرة على الخلق قال الله تعالى :{ والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} وقال { ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها } وقال حكاية عن إبراهيم { يا أبت لم تعبد ملا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا } ومعلوم أن الجماد غير قابل للاتصاف بملكات هذه الأعدام من الحياة والسمع والبصر إلخ ومع ذلك جاز اتصافه بهذه الأعدام .
وقال أهل السنة : ولو سلمنا لكم بصحة هذا الشرط وهو قابلية الموصوف للاتصاف وأن غير قابل يجوز خلوه عن الشيء ومقابلة فإنما يكون ذلك في الضدين اللذين قد يرتفعان معا عن الشيء مثل البياض والسواد ولا يجوز في النقيضين الذين لا يرتفعان ولا يجتمعان ومعلوم أن التقابل بين دخوله سبحانه في العالم وبين مباينته له هو من قبيل التقابل بين النقيضين فلا بد من ثبوت أحدهما له .
وقالوا لهم : إن نفيكم عنه قبول أحد هذين الوصفين الدخول والخروج من شأنه أن ينفي إمكان وجوده فضلا عن أن يكون واجب الوجود بل هذا يجعله من قبيل المعدوم الممتنع وهو يشبه في الفساد نفي القيام بالنفس والقيام بالغير عنه بحجة أنه ليس من شأنه الاتصاف بواحد منهما مع أن العقل والفطرة يقضيان بأن كل موجود فإما أن يكون قائما بنفسه أو قائما بغيره فإذا استحال أن يقوم بغيره وجب أن يكون قائما بنفسه .
شرح القصيدة النونية (1|193) للهراس بتصرف يسير

 تبيان تخبط من نفى العلو باللا داخل وجهله بالنقيضين ورفعهما
أبو البراء الكناني (بتصرف)

أيها الأخوة الأعزاء ...

قرأت في منتدى الأصلين موضوعاً لأحد الإخوة الأشاعرة بعنوان:
تائه ولا أعرف ماذا أفعل ! ! ! 
وكان مما قاله صاحب الموضوع:


فلو قلت أن الله ليس داخل العالم وليس خارجه , فهذا رفع للنقيضين بالفعل , ولكنه واجب فى حالة ومستحيل فى حالة أخرى.


فعلق سعيد فودة على هذه العبارة بقوله بالحرف:


إن نقيض الداخل هو : "لا داخل" 
وكلمة "لا داخل" تصدق على "الخارج" وعلى "المعدوم". 
فإن كان لا داخل العالم وكان جسما موجودا، فإنه لا بدَّ أن يكون خارج العالم، أي موجودا وله حيز ، وحيزن وحده ليس جزءا من حيز العالم. 
أما إن كان "لا داخل العالم" و "لا خارج العالم" وكان موجودا أيضا فإن وجوده ليس من حقيقة وجود هذا العالم، ولا نسبة بينه وبين هذا العالم من حيث الوجود، فلا هو فوق ولا تحت ....الخ، ومع ذلك فهو موجود. 
حاصل الكلام: تنبه إلى أن العلاقة بين "داخل" و "خارج" ليست علاقة التناقض. فإنها إن كانت علاقة التناقض فلا يجوز رفعهما معا مطلقا.
أرجو أن ترجع إلى كتابي نقض التدمرية، فقد وضحت فيها ذلك . 

وفقك الله.


أقول:
بين المخالف هنا أن نقيض (داخل) ليس هو (خارج) وبالتالي فإن عبارة (لا داخل ولا خارج) ليست رفعاً للنقيضين.
ثم بين أن نقيض (داخل) هو (لا داخل) بمعنى أن رفع النقيضين يكون بقول القائل (لا "داخل" ولا "لا داخل") 
ثم بين أن "لا داخل" تصدق على "الخارج" وعلى "المعدوم".

وهنا لسائل أن يسأل: 
إذا قيل إن شيئاً "لا داخل العالم" فعلام يصدق هذا الكلام بناء على قول المخالف؟
واضح أنه يصدق على واحد من اثنين؛ إما "خارج العالم" وإما "المعدوم".
فإن كان هذا الشيء موجوداً غير معدوم؟
واضح أنه يجب أن يكون خارج العالم.

فإذا تابعنا على نفس طريقة المخالف فسوف نقول كذلك:
"لا خارج" تصدق على "الداخل" وعلى "المعدوم".

فإن قيل إن شيئاً "لا خارج العالم" فعلام يصدق هذا الكلام؟
إنه يصدق على واحد من اثنين إما "داخل العالم" وإما "المعدوم".
فإن كان هذا الشيء موجوداً لا غير؟
واضح أنه يجب أن يكون داخل العالم.

فلنرتب الكلام إذاً؛ فعندما يقول الأشاعرة وغيرهم إن الله عز وجل:

لا داخل العالم و لا خارج العالم
فهذا يصدق على ما يلي: (خارج العالم أو معدوم) و (داخل العالم أو معدوم) 

فمعنى هذه العبارة لا يخرج عن احتمالات أربعة -بغض النظر عن إمكان وقوعها-:
1- خارج العالم وداخل العالم.
2- خارج العالم ومعدوم.
3- معدوم وداخل العالم.
4- معدوم ومعدوم.

فإذا قيل إن الموصوف ب (لا داخل العالم ولا خارج العالم) موجود لا معدوم فلا يبقى سوى الاحتمال الأول:
خارج العالم وداخل العالم !!
وحيث إن (خارج) ليس نقيض (داخل) كما بين المخالف فليست هذه العبارة السابقة جمعاً للنقيضين فهي مقبولة عقلاً عنده فيلزمه القول بها كي لا يقول بالعدم، على الرغم مما فيها من مخالفة لمقصوده بل ومخالفة للفظ العبارة ( لا داخل ولا خارج) !
ومن هنا نستطيع أن نفهم مقالة الجهمية إن الله -تعالى عن قولهم- في كل مكان، على تقدير أنهم يقولون إن خارج العالم مكان، وليس هذا التقدير مستبعداً عنهم لا سيما إن كانوا يوافقون المخالف على قوله في بحث (المحاججة):

فيقال لهم[يريد مثبتي علو الله جل وعلا على عرشه]: العرش مكانٌ، فيصبحُ الله على مكان!!
ويقولون: فوق العرش بلا مكان، فيقال لهم: الشيء الموجود فوق مكان لا بدَّ أن يكون له مكان.

لأن هذا القول يجوز أن يكون هناك مكان خارج العالم الذي منتهاه العرش.

على كل حال ...
فنحن نحسن الظن بالمخالف وأنه ما أراد هذا الذي تقوله الجهمية ولا يقرهم عليه، ولكننا أردنا أن ننبه إلى أن ما أراد الفرار منه؛ وهو القول بما تضافرت عليه أدلة الكتاب والسنة وبما اتفق عليه السلف الصالح من علو الله عز وجل وفوقيته على عرشه لأن ذلك عنده يستلزم التجسيم، لم يتم له إلا بالوقوع فيما هو شر منه، حيث يلزم من وجود الله سبحانه وتعالى لا داخل ولا خارج العالم أن يكون في كل مكان.

وخلاصة الكلام أن عبارة (لا داخل العالم ولا خارج العالم)

1- إما أن تكون رفعاً للنقيضين، على قول.
2- أو أن تكون وصفاً للمعدوم، على قول آخر.
3- أو أن تكون بمعنى داخل العالم وخارج العالم. 

وهي بكل الأحوال لا تحقق مراد المخالف في التنزيه.

والله أعلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق